يقفز في ذاكرتي المؤرقة بالوجع والشجن والهم وأحياناً كثيرة اليأس سؤال محير.هل مجتمعنا الخليجي مجتمع واعي؟!
وهل نحن ملتزمون بالأنظمة والقوانين والتعليمات التي تصدر من السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية والتي وضعتها الدولة لتنظيم الخلق ام نحن كبشر وعرب نحب العشوائية ونتجاوز الأنظمة ونضرب بها عرض الحائط في مشهد استهتاري لايليق بنا كمسلمون قبل أن نكون عرب ومن ارض الرسالات ومهد الحضارات!
مادعاني لذلك انتشار الكثير من مشاهد العنف والفوضى والممارسات الغير واعية والتي باذن الله لا تمثل مجتمعنا كوننا مسالمين ولا نحب أي تجاوز للأنظمة والقوانين وما قد يتسبب في إدخال الإنسان سين وجيم وهو في غنى عنها حفاظاً على وقته و كينونته. و احتراما لنفسه.
الملفت أن صديق لدى يعمل في أحد القطاعات الحكومية يحكي لي معاناته التي يقاسي منها منذ ٥ سنوات حيث كان يعمل في رأس تنورة وأهله يسكنون في ينبع وكان كل شهر او شهرين يقطع أكثر من ١٦٠٠ كيلو متر من شرق البلاد إلى غربها لكي يزور والديه وأصدقاءه وأبناء عمومته في ينبع النخل رغم أنه موظف بسيط جدا ولا يملك دخل كبير.
صديقي الذي وصلت قسائمه المرورية ( ساهر) مبلغ ١٥٠ الف ريال في حيرة من أمره كونه غير قادر على تسديد المبلغ الكبير وغير قادر على الزواج مما ادخله حالة نفسية سيئة بسبب عمل يده و خطاءه الذي يتحمله وحده.
وبالرغم من اصراري عليه بالذهاب إلى إدارة المرور ومحاولة تقسيط المبلغ حتى يتمكن من تجاوز المصيبة التي وضع نفسه بها إلا أنه يكرر في كل مقابلة معي ( أنه محبط) ولن يتزوج وينتظر انتهاء خدمته في تلك الجهة بعد ٩ سنوات لكي يقدم تقاعد مبكر ويتفرغ لسداد المبلغ بعد الحصول على حقوقه المادية.
السؤال الذي يطرح نفسه؟ كم إنسان أو شاب متهور وقع ضحية لخطأ تسبب في تعطيل مشاريعه المستقبلية بسبب قصور في وعيه أو عدم اداركه لعواقب مايقوم به.
وهل نحن بحاجة لتجرع مرارة الخطأ.حتى نعرف الصواب ؟
اسئلة تحتاج إلى جواب رغم أن الأغلبية ولله الحمد متبع للأنظمة والقوانين والتعليمات حفاظاً على نفسه والضروريات الخمس. وطاعة لولى الأمر.