حقيقة بعض المجتمعات ابتليت ببعض من البشر الذين همهم الوحيد بالدنيا هو الظهور والفشخره والترزز هنا وهناك وذلك من خلال ظهورهم الدائم عبر الصحف …قنوات التواصل(social media ) أو حتى بالمجالس تراهم يتحدثون عن الحب والإخلاص والغيرة على مدنهم وقراهم…..وفي الواقع هم يظهرون ما يبطنون.
وفي واقع الأمر أيضا دعونا نتفق ما منا أحد إلا وهو يحب الظهور والبروز ، وهذا شيء طبيعي إلا ما رحم ربي …ومع أني على ثقة أنك لو سألت أيًّا منا لنفى ذلك بشدة وزعم أنه لا يحب البروز ولا الظهور ، إلا أن التصرفات العفوية من الفرد هي التي قد تثبت ذلك وهو لا يعلم..
فإن كان لا يعلم بحق فتلك مصيبة وإن كان يعلم بحق اليقين فالمصيبة أعظم.
لذا قد نتفهم بأن لهم الحق في الظهور الإعلامي والترزز إذا كانوا بالفعل يعملون وعملهم ظاهر للجميع بالرغم أن الواقع يقول دع عملك يتحدث عنك….وإذ نتفهم أيضا أن حب الظهور لدى البعض ربما يكون داء ونوع من أنواع المرض النفسي المزمن الذي لا دواء له سوى أن يرى ويسمع الناس تتحدث عنه وتشير إليه بالبنان فهذا يكفيه بحد ذاته بل يجد لذة الدنيا في ذلك…غامضا عيناه وسمعه عما يقولون الناس عنه خلف ظهره من نقد وطعن وغيره…. ولاشك أن ميدان المنافسة في كل شئ واسع ومتاح للجميع على شرط أن تكون منافسة أخوية شريفة وليس كما يعمل البعض يتمسكن حتى يتمكن بالطرق الملتوية.
مايفعله البعض من لبس القناع أو الوجه المستعار لهو حقيقة وليس خيال….فترى الحقد والحسد والغيره ملئت قلبه على كل شخص ناجح وبارز بالمجتمع فتراه يعمل المستحيل للتصدي له ويضع العراقيل في طريق ذلك الشخص حتى يحل محله… ويتعدى الأمر أكثر من ذلك كله عندما تجد هذا الحاقد والحاسد المهووس بالترزز يحاول تشويه صورة ذاك الشخص الناجح بالمجتمع وعند شريحة من فئات المجتمع والتي أخذت على عاتقها مساعدة هؤلاء المترززين والوقوف معهم للوصول إلى مبتغاهم الدنيوي بطرق غير مشروعة بالرغم أن في غرارة نفوسهم متأكدين من صاحبهم إنه على خطأ وضلال…فما هكذا تكون العِزْوَةُ والفزعة.
صدقوني إنني هنا لا اتكلم من الخيال ولا اتجنى على أحد وإنما هو واقع في أغلب المجتمعات…وجوه مستعارة ذات اقنعة مزيفة ولعب من خلف الكواليس…فوالله أن البعض منهم وصل به الأمر إلى أن يتآمر على بلده حتى يصل إلى مبتغاه وهدفه….ومستعد أن يدفع بالأمور عكس إتجاه التيار الصحيح حتى يتحقق مراده…. ففي النهار محب ومخلص وغيور وفي الليل خائن وحاقد وحاسد و منافق.
وللأسف الشديد أن هذه الزمره تحاول التذاكي على المجتمع ولم تعلم أن ما كان خافيا اليوم…غدا سوف ينكشف المستور بإذن الله تعالى وتبان الحقائق…وعندها لا ينفع الندم ولا البكاء على الأطلال…. فالتصنع في الأفعال والأقوال وقته محدود ينتهي عندما يصل للهدف المنشود. والمشكلة لدى البعض منهم إنه لا يكتفي بالقليل بل يريد اكتساح كل شئ مما شأنه أن يبرزه ويسحب البساط من تحت أقدام غيره بشتى الوسائل …فلو أقبل على قليل من الخير وأبتعد عن سهام الشر المؤدية إلى طريق الشيطان والنار لكان ذلك خيرا له…. وقال ابن حجر – رحمه الله تعالى -: فينبغي للمرء ألا يزهَدَ في قليل من الخير أن يأتيَه، ولا في قليل من الشر أن يجتنبَه؛ فإنه لا يعلَم الحسنةَ التي يرحمه الله بها، ولا السيئةَ التي يسخَطُ عليه بها.
ولربما البعض منا شاهد وسمع الكثير عن تلك الوجوه المستعارة لمحاولتهم في فرض سيطرة الجهل على البعض من المجتمع، وتحكم البدع والخرافة في عقولنا، وتزييف الحقائق واختلاق الكذب والظهور المزيف والتلون بالشخصية وتسيير الحياة وفقا لما يفرضه البعض منهم، وكيف تم معالجة ذلك كله…ففرض الواقع نفسه على الجميع وظهرت تلك الشخصيات المزيفة ذات الوجه المستعار على حقيقتها.
وقبل النهاية…
اتقوا الله يا أصحاب الوجوه المستعارة في أنفسكم وخافوا الله بالسر والعلن واعلموا أن حبل الكذب قصير وإن طال به الزمن وأن المنافسة على الآخرة خير وابقى … وقد اعجبني ذلك القول المأثور :
” إذا نافسك الناس على الدنيا أتركها لهم ، وإن نافسوك على الآخرة ، فكن انت أسبقهم ؛ فإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب “
وتذكروا أن أجمل النفوس هي التي لا تنكر المعروف رغم شدة الخلاف..
وبالنهاية…
أعملوا بنية خالصة صادقة لوجهه تعالى وحبوا مجتمعكم واوطانكم كالمحب المخلص الغيور بكل ماتحمله هذه الكلمات من معنى جميل…. ومن يريد الترزز فليكن ذلك ولكن ليكن على أصوله وفي محله وبطرق مشروعه لا ضر ولا ضرار و لا يكون على حساب الآخرين ولنعلم جميعا أن جلودنا على النار لا تقوى…. قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة))؛ متفق عليه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.