يحدث بالسعودية.. كفاءات شابّة تسخّر إمكاناتها لانطلاق قاطرة الطاقة

الجفر نيوز: “الفني السعودي لا يقل إطلاقاً عن غيره من التقنيين الوافدين، يمتلك المهارة والإمكانات والرغبة في العمل، وعلى استعداد تام لكل المشاق التي قد تواجهه خلال عمله”.. تلك كانت كلمات أحد خريجي الكليّة التقنية بأبها والموظف في تخصص القوى الكهربائية بالشركة السعودية للكهرباء، واصفاً المستقبل الواعد للكفاءات الشابة السعودية التي باتت مستقبل المملكة الكبير والمغذي في قطاع الطاقة؛ حيث يحقق القطاع نمواً 8% سنوياً، وتقدم السعودية للكهرباء 3 آلاف وظيفة سنوية، فضلاً عن آلاف الفرص لخريجي التقنية، وسط أجواء تؤكد أن الكفاءات الشابة تسخّر جهودها لخدمة قاطرة قطاع الطاقة السعودي.
التوسع والاحتياج
والناظر لواقع بيئة الطاقة بالمملكة يرصد تزايد احتياج المملكة للطاقة الكهربائيّة؛ في ظل التوسّع على المستويين الصناعي والعقاري، وهو ما يجعل من قطاع الطاقة برمّته فرصة سانحة لفتح آفاق أرحب أمام الشباب السعودي المؤهّل والمرشح للاستفادة مما ينتجه القطاع من مئات الفرص الوظيفية سنوياً، بناءً على آراء المختصين، خصوصاً وأن التمدد العمراني يُعد في أوج مراحله، تزامناً مع سعي المملكة لتحقيق نهضة تنموية حديثة تتواءم مع المرحلة الآنية وتلبي التطلعات المستقبلية.
نمو 8% سنوياً
وبدأت المملكة، مؤخراً، في المنافسة العالمية في قطاع توليد الطاقة عبر توفير متطلبات البيئة المناسبة القادرة على جذب المستثمرين والمصنعين لدعم مشاريع التوطين، وهو ما أوجد أرضية صلبة للانتقال من مرحلة الاستهلاك السلبي إلى التصدير الفعّال، في وقت تشير فيه الدراسات الاقتصادية إلى أن قطاع الطاقة في المملكة يحقق نمواً بمقدار 8% سنوياً، مع ترجيحات باستمرار ذلك القطاع في النمو خلال الأعوام المقبلة.
فرص وظيفية
وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور فضل البوعينين، أن قطاع الطاقة سيوجِد آلاف الفرص الوظيفيّة للخريجين المتخصصين كخريجي برامج التدريب التقني والمهني في التخصصات الكهربائيّة، مشيراً إلى أن العمل في مجال الطاقة يتمدد إلى أبعد من الجهات الحكوميّة المعنية ليصل إلى قطاعات أخرى، وعلى رأسها القطاع الصناعي في ظل تحوّل عدد من الشركات إلى نظام توليد الطاقة الذاتية، ما يعني حاجتها إلى متخصصين في هذا المجال أكثر من أي وقت مضى.
المحفزات والطاقة
وأضاف “البوعينين”: “قطاع الطاقة مليء بالمحفزات، ولا تزال المملكة بحاجة لتوفير المزيد منها يوماً بعد يوم، وهي بأمسّ الحاجة لخريجين تقنيين مؤهلين في المجال الكهربائي، ومن يمتلك القدرة على العمل في هذا القطاع سيكون بمقدوره العمل في العديد من المجالات؛ لأنه لم يعد بالإمكان الاستغناء عن الطاقة في أي مشروع سواء كان صغيراً أم كبيراً، وهذا ما يؤكد أن الخريجين المتخصصين لن يواجهوا أزمة في الحصول على فرصة وظيفية تليق بهم، خصوصاً وأن الأجور المالية التي يتقاضونها غالباً ما تكون كبيرة، ويحظون بمزايا متميزة نظير المهارات التي لديهم في هذا القطاع الحيوي والمتنامي”.
3 آلاف كل عام
وأكد رئيس لجنة القبول الرئيسية بقطاع تطوير الموارد البشرية بالشركة السعودية للكهرباء محمد الرويس، أن الشركة توظف سنوياً ما يقارب 3 آلاف سعودي، يمثل خريجو الكليّات التقنية ما معدله 45% منهم، وتحديداً في تخصصي قوى كهربائية وآلات ومعدات كهربائيّة، مبيناً أن ما يتقاضونه شهرياً يصل إلى 8 آلاف ريال في ظل استراتيجية الشركة لسعودة القطاع عبر توظيف تقنيين سعوديين يمتلكون الخبرة والمهارة للعمل في محطات التوليد والتوزيع والنقل.
برامج تخصصية
وتابع “الرويس”: “الشركة تتجه لتوظيف خريجي البرامج التقنية والمهنية لامتلاكهم الأسس المهمة في قطاع الطاقة الكهربائيّة، وهو ما يسهّل مهمة التعامل معهم، وإخضاعهم لدورة تخصصية تتواءم مع المهام التي سيتولونها خلال عملهم الميداني، بالإضافة إلى انضباطيتهم في العمل ونضجهم العقلي، لذلك تحرص الشركة على أن تمنح الخريجين التقنيين فرصاً أكبر في التوظيف مقارنة بغيرهم من خريجي الجهات الأخرى الذين يفتقرون للأساسيات في مجال العمل، كما تدرس الشركة حالياً تعزيز الشراكة مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني عبر برامج متخصصة في الكليّات التقنية تكفل للخريجين العمل في الشركة السعودية للكهرباء بعد تخرجهم مباشرة”.
لم أجد صعوبة
وبيّن أحد خريجي الكليّة التقنية بأبها والموظف في تخصص القوى الكهربائية بالشركة السعودية للكهرباء المهندس وليد علي القحطاني، أن خريجي الكليّات التقنية تمكنوا من إثبات كفاءتهم في العمل الميداني، وهو ما جعل الشركات المتخصصة تقبل بتوظيفهم، وقال: “الفني السعودي لا يقل إطلاقاً عن غيره من التقنيين الوافدين، فهو يمتلك المهارة والإمكانات والرغبة في العمل، وعلى استعداد تام لكل المشاق التي قد تواجهه خلال عمله، والثقة في الخريجين التقنيين متزايدة، ولله الحمد لم أجد صعوبة في الحصول على فرصة وظيفية في شركة عملاقة بحجم الشركة السعودية للكهرباء، وذلك بفضل التأهيل الجيّد الذي حظيت به خلال فترة تدريبي في الكليّة”.
عملة ثمينة
وتابع “القحطاني”: “قدمت لي الشركة عرضاً وظيفياً مرتفعاً، بالإضافة إلى دورة حول طبيعة عملي الجديد، وهناك العديد من خريجي البرامج التقنية والمهنية الذين يعملون في هذا القطاع سواء في ذات الشركة أو شركات أخرى، وهو ما يؤكد أن التقني السعودي هو العملة الثمينة التي تراهن عليها كبرى الشركات في المملكة، وفي حال وجد البيئة المناسبة والثقة الكافية سيسخر كل طاقاته بما يحقق مصلحة الوطن في المقام الأول، والجهة العامل لديها ثانياً”.