تحدث د. عبدالله المغلوث – عضو الجمعية السعودية للاقتصاد – قائلاً: تعد المقاطعة الاقتصادية سلاحا فعّالا ولها تأثير في دفع الشر، أو استرجاع الحق، أو تحصيل المصلحة، فهي مظهر من مظاهر الردع، ولون من ألوان الهجر المشروع، لكن حتى تؤتي المقاطعة الاقتصادية ثمارها ضد الشركات الجشعة، وتصل إلى الغاية المنشودة من ورائها، فلا بد من ضوابط وقيود للقيام بها، فاستعمال المقاطعة في غير محلها مضِر، وتطبيقها بصورة مغايرة لما قرره المختصون لن تجدي، والاستمرار في استخدامها في غير الحاجة إليها لا ينصح به، مضيفاً أن المقاطعة الاقتصادية تتمتع بالمشروعية في القانون الدولي، ويعمل بها في جميع دول العالم، حيث تعد تدبيرًا جزئيًا ضد الشركات الجشعة التي ترتكب عملًا مخالفاً للنظام، والإخلال بالنظام الاقتصادي، كما أنها تعد ردعًا للشركات التي تنوي التلاعب بالأسعار بما يخالف ما وضع من أنظمة ولوائح، مشيراً إلى أن اقتصادات الدول بصفة عامة تتشكل من مجموعات اقتصادية متمثلة في الشركات والمصانع، والمرافق الحيوية، فأي أضرار تصيب تلك المجموعات الاقتصادية، وإنتاجها سيجعلها تضغط على الإدارة التابعة لها لتأخذ سياسات أكثر توازنًا، استجابةً لمطالب الجهات المقاطعة.
تكاتف وتعاون
وشدّد د. المغلوث أن للمقاطعة أثرا بالغا على المقاطعين حيث تسبب لهم خسائر كبيرة وضخمة، أمّا عن أثر المقاطعة على المقاطِعين، فلا شك أن المقاطِع يمارس نوعًا من أنواع المقاومة، فيثير ذلك لديه مشاعر العزة والفخر، كما تثير بين المستهلكين شعور الوحدة والاتحاد، وتدفع نحو التكاتف والتعاون بعضهم ببعض، مضيفاً أنه من صور المقاطعة الاقتصادية عندما منع يوسف عليه السلام عن إخوته الكيل حتى يأتوا بأخيه “فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”، وكذلك مقاطعة كفار قريش لبني عبدالمطلب في حادثة “شِعب أبي طالب”، وما قام به الصحابي “ثُمَامة بن أُثال” في صدر الإسلام، فقد قال لرجلٍ من قريش: “والله لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتى يأذن بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -“.