الجفر نيوز / متابعات
لا تزال الحيرة والصدمة تسيطران على كل متابعي الجريمة البشعة التي شهدها مكتب تعليم “الداير” بمنطقة جازان، التي راح ضحيتها 7 من منسوبي المكتب بين موظفين ومعلمين، خاصةً في ظل غموض الدوافع الحقيقية للجريمة حتى الآن، بعدما تم الكشف عن أن الجاني والمجني عليهم جميعًا من عائلة واحدة.
ونقلت صحيفة “الوطن” عن مصدر قوله إن المؤشرات الأولية للتحقيق تشير إلى أن الحادثة “جنائية” راجعة إلى خلافات شخصية بين الجاني الذي كان يعمل معلمًا وأحد مشرفي مكتب الداير، لافتًا إلى أن الجاني حاول تصفية هذه الخلافات على طريقته الخاصة نتيجة معاناته من “اضطرابات نفسية”، مدللًا على قوله بأن القاتل بدا مستسلمًا أثناء القبض عليه.
ونقلت الصحيفة عن موظف بالمكتب، أن الجاني لا تربطه علاقة مباشرة أو عدوانية مع العاملين في “تعليم الداير”، كاشفًا مفاجأة؛ أن القاتل تم تكريمه ضمن مجموعة من زملائه المعلمين المميزين بالمدارس التابعة للمكتب، وأن علاقته بالمكتب والعاملين فيه من إدارة ومشرفين وموظفين، علاقة طبيعية، ووصف أحد زملاء المعلم الجاني بأنه كان “مثالًا للاتزان وحسن الخلق والتعامل مع الجميع”.
منسوب آخر بتعليم الداير، كشف أن الجاني في أيامه الأخيرة، أصبح حاد المزاج، مرتبكًا، كثير الغضب، فيما تناقل زملاؤه صورة لمحادثة أخيرة عبر جروب خاص بالمدرسة على تطبيق “واتس آب”، كتب خلالها الجاني رسالتين، قال في إحداهما: “أريد معرفة الحقيقة.. قسمًا بالله تعبت”، قبل أن يغادر الجروب وسط دهشة زملائه.
الغموض حول حقيقة النقاش الذي دار على جروب “الواتس آب” لا تتوقف عند الرسالة الأولى، بل يزداد بالكشف عن مضمون الرسالة الثانية التي عاد الجاني وكتبها على الجروب، قائلًا: “لعنة الله على كل خبيث من اليوم ليوم الدين”، حسب مدير مدرسة تحفيظ النعامة المتوسطة أحمد جابر.
“جابر” أوضح أيضًا أن الجاني انتقل داخليًّا، بناءً على رغبته، إلى مدرسة تحفيظ النعامة المتوسطة من ثانوية الداير؛ وذلك من بداية العام الدراسي الحالي، ولم يلحظ عليه أي تغير؛ حيث كان متزنًا وهادئًا ومحبوبًا.
من جانبه، أشار مدير ثانوية الملك فيصل بظهران الجنوب يحيى مسفر آل صبحان، التي بدأ الجاني عبدالله المالكي حياته العملية بها معلمًا لمادة التربية الإسلامية عام 1428هـ؛ إلى أن الجاني ظل 3 أعوام يميل إلى الانعزال وعدم الاختلاط بزملائه؛ إذ كان منطويًا على نفسه، رغم انضباطه في عمله، وتمكنه في مادته العلمية، وكذلك كان يحب أي نشاط يُكرَّم فيه داخل المدرسة، لكن يصاب بالانهيار في أي مشكلة كانت تواجهه حتى لو كانت مع طالب إلى حد البكاء أحيانًا.