الجفر نيوز – متابعات
كشفت السبية الإيزيدية الهاربة من جحيم داعش (بهار خضر مراد) فصلاً جديداً من فصول إرهاب التنظيم المتطرف، وسلوكيات إجرامية لا يقبلها عقل ولا تنتمي إلى الدين أو الأعراف الإنسانية، وذلك في ندوة خاصة استضافها مركز المسبار للبحوث والدراسات كانت بعنوان (سبية في قبضة داعش). حيث افتتحت الفتاة الايزيدية المكلومة روايتها قائلة:” وضعتني داعش بسوق سبايا الموصل، وبقيت لأيام معروضة للبيع، مع فتيات بسن المراهقة، بعد أن قبض علينا صديقاً للعائلة، واعتقدنا أنه سيحمينا من أسر داعش، لكنه هو من نقلنا للموصل لتسليمنا لهم وكان يقوم بعمل مخابراتي لصالح التنظيم في سنجار”. وأضافت:” أول ما وصلنا بيد داعش، طلب منا الإسلام، وإلا نقع ضحية اغتصاب جماعي، أمام أعين بناتنا وأطفالنا”، سكتت ثم أكملت:” هناك بقي الحارس يغتصبني، وبقي الحال لثلاثة أشهر، ثم نقلت لإبرام عقد الزواج بشرط إسلامي، و عدا عن الاغتصاب كنا نعمل خادمات نغسل ملابسهم ونعد طعامهم.”. وروت (بهار) قصة زيارة أبو بكر البغدادي (زعيم التنظيم الإرهابي) للسبايا وأنهن تلقين تعليمات حينها بعدم كشف الوجه، وأن الفتيات اللواتي سيتم كشف وجوههن من قبل رجال التنظيم معنى ذلك أنهن سيصبحن سبايا للبغدادي ومرافقات له في رحلته إلى سوريا. مبينة أنها مع عدد من السبيات كلفن بإعداد الطعام لأبي بكر البغدادي، وأنهن تعرضن لمراقبة شديدة أثناء طبخ الطعام من قبل الحراس خشية دس سم للبغدادي ورفاقه. مشددة على أن من سلم معلومات عن الإيزيديين في منطقتها، وساعد داعش على أسرهم، كان ضابطاً عراقياً، مضيفة:” اختيرت منا ١٥٠ فتاة، في سوق سبايا داعش في الموصل، وثمننا أُعطي لصديق العائلة الذي سلمنا، وهناك فوجئنا بدواعش بعضهم في السبعينات من العمر ينتزعون الصغيرات من أمهاتهن.. تتراوح أعمارهن من (6) إلى (14) عام لممارسة الجنس معهن”. وعن هروبها من قبضة الأسر قالت بهار:” كان من اشتراني نائماً وتحت مفعول المخدرات عندما هربت وسبياته الأخريات، وحاولت فتح الباب أكثر من مرة ولم يستيقظ..طاردنا جنود التنظيم، ولم يستطيعوا اللحاق بنا”. من جهته استعرض مؤلف كتاب (الموت الأسود) الباحث خضر دوملي الذي كان ضيفاً في الندوة بعض جرائم داعش ضد النساء الايزيديات، وقال:” قطعت بهار ومن معها ٣٥ كلم على الأقدام هرباً من السبي، حتى وصولهن للقوات الإيزيدية في سنجار”. وأضاف:” منتصف ليلة ٣ أغسطس ٢٠١٤ أعلنت داعش أنها ستبيد الايزيديين في سنجار وحاصروا الجبل لأيام، ومع القصف والجوع مات ٨٠٠ إيزيدي”. وبين (دوملي) أن داعش كانت تدخل أطفال الإيزيدية إلى معهد الفاروق في الرقة وتعلمهم على كراهية أهاليهم واعتبارهم كفاراً وتدربهم على قتالهم، وأنه رغم حملات الإبادة المستمرة ضد الأقليات في العراق، ورغم التحذيرات من توغل الاٍرهاب، لم يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذهم. وفي ثنايا حديثه أثنى على شجاعة رجل عراقي إسمه رائد الشمري عراقي أنقذ ٣ إيزيديين من أسر داعش، وضحى بحياته مقابل ذلك. مؤكداً بأنه كان هناك تعايش معقول بين العرب والإيزيديين، و تغير كل شيء بظهور تنظيم (القاعدة) عام ٢٠٠٥. يذكر أن مركز المسبار للدراسات والبحوث هو مركز مستقل متخصص في دراسة الحركات الإسلامية والظاهرة الثقافية عموما، ببعديها الفكرى والاجتماعي السياسي.