الجفر نيوز: قال عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع إن الذين يذهبون بدون إذن ولي الأمر إلى الجهاد فعملهم ليس جهاداً، وإنما هو خروج على ولي الأمر، وجهادهم بدون إذن شر عظيم، فمن هؤلاء من استباح دماء المسلمين وأموالهم بغير حق والعياذ بالله، وأما إرهاب العدو فهذا تتولاه الدولة، وأما العمل الفردي فلا يعتبر إرهاباً للعدو، بل هو شرخ في سياج الأمة.
وأكد الشيخ المنيع خلال لقائه بأئمة وخطباء ودعاة المنطقة الشرقية بقاعة الأندلس بالدمام مؤخرا، على مسؤولية الأئمة والخطباء فيما يتعلق بإمامة المساجد، وأن يستشعر الإمام والخطيب الأمانة التي تحمَّلها في إمامته لمن خلفه من المصلين، وأن يقوم بها خير قيام، وعلى مسؤولية إمام المسجد في التوجيه والنصح والدعوة إلى الله، وأن يتقيد بآداب الدعوة إلى الله، فيدعو جماعة المسجد باللين، ويدعوهم بالحكمة، وبالمنطق، فهذا له آثاره الطيبة، مبينا أن من مسؤوليات الإمام التوجيه والقراءة على المأمومين، وتعليمهم هدي وسيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وبين الشيخ المنيع في اللقاء الذي يأتي ضمن فعاليات الجولة الثالثة لبرنامج القيم العليا والذي تتبناه الأمانة لهيئة كبار العلماء، وحضره فضيلة رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن الرقيب وفضيلة نائب سماحة المفتي بالمنطقة الشرقية الشيخ خلف المطلق وعدد كبير من المشايخ والأئمة والخطباء والدعاة في حشد هو الأول من نوعه، أهمية استشعار الإمام بأن جماعة مسجده في ذمته، وأن عليه أن يحتسب الأجر فيهم، فهناك من الأئمة والمؤذنين من يجعل الإمامة وقتاً قصيراً يؤدي فيه الصلاة، ثم ينصرف دون اهتمام بجماعة المسجد، ويجعل الإمامة فقط سبيلاً للحصول على المكافأة المالية، فعلى الإمام أن يؤدي الأمانة، أمانة المحراب وأمانة المنبر، وشدّد على أن يحرص الإمام قبل أن يأمر غيره بالمعروف وينهاه عن المنكر، أن يقوم هو بهذا المعروف، وينتهي عن المنكر، وفيما يتعلق بالخطبة، دعا الشيخ المنيع الخطباء إلى أن تكون خطبهم مبنية على اللين والنصح، والبعد عن الجرح لعباد الله والوقوع فيهم، مما يجعل لخطبته القبول، وأن لا يفصح عن أسماء المخطئين، فإن هذا يحول النصيحة إلى فضيحة.
وأشار إلى المفهوم الخاطئ الذي يفهمه كثير من الشباب المتحمسين لقوله تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»، فكثير من الشباب المتحمسين يقول: أنتم تحذرون من الجهاد بدون إذن ولي الأمر، مؤكدا أن الجهاد الذي يُرجى ثوابه هو ما كان بإذن ولي الأمر، وإذا كان ولي الأمر يرى أن المبادرة إلى القتال فيها شر كثير، فإن عليه الكف عن ذلك، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فهو عليه الصلاة والسلام وهو رسول رب العالمين كان يمر في مكة بمجموعة من أصحابه وهم يُعذَّبون ويقول: (صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة). فخلاصة الأمر أن الذين يذهبون بدون إذن ولي الأمر فعملهم ليس جهاداً، وإنما هو خروج على ولي الأمر، ونتج عن جهادهم بدون إذن شر عظيم، فمن هؤلاء من استباح دماء المسلمين وأموالهم بغير حق والعياذ بالله، وأما إرهاب العدو فهذا تتولاه الدولة، وأما العمل الفردي فلا يعتبر إرهاباً للعدو، بل هو شرخ في سياج الأمة.
من جانبه أكد فضيلة رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية الشيخ الرقيب في مداخلة له خلال اللقاء على أهمية ما تطرق اليه معالي الشيخ المنيع، وأن ذلك يعتبر قواعد شرعية ننطلق منها لخدمة هذا الدين الحق وخدمة هذا الوطن الغالي. في حين أكد فضيلة نائب سماحة المفتي بالمنطقة الشرقية الشيخ المطلق على أمية مثل هذه اللقاءات لما فيها من التواصي على الخير والصلاح وما يخدم ديننا الحنيف وهذه البلاد المباركة.
وكان اللقاء قد بدأ بكلمة ترحيبة قدمها فضيلة مدير فرع الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان مشيدا باللقاء وتجاوب الحضور.
وأكد على دور الدعاة في تحصين الشباب كونهم هم منطلق النصح والتوجيه والارشاد لما فيه خير الجميع.