متابعات – الجفر نيوز
لا تزال تتوافد أخبار مقتل بعض الشباب السعودي في مناطق الصراعات والقتال، على الرغم من التحذيرات المتتالية بعدم الاستجابة لتلك الدعوات الخبيثة.
واستقبل والد الشاب السعودي عبد الله العيد- أحد المنظّرين الشرعيين والقادة العسكريين- في جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، استقبل العزاء مطلع الأحد الماضي بوفاة ابنه والذي يعرف بـ “أبو صالح الجزراوي” في منزله بالرياض.
واكتفى والد الشاب العيد، ردًا على خبر وفاة نجله، بطلب المغفرة لابنه والرحمة له.
وقال الوالد عبر تغريدة على موقع “تويتر”،: “بلغنا خبر استشهاد الابن عبد الله في بلاد الشام هذا اليوم الأحد اللهم أقبله في الشهداء وأنزله الفردوس الأعلى”، بحسب “العربية. نت”.
وقتل الشاب السعودي العيد أو كما عُرف عبر حسابه في “تويتر” بـ”ابن الجزيرة” والمحسوب على قيادات جبهة “الجولاني”، على يد “لواء اليرموك” المبايع لتنظيم “داعش” في درعا، إثر تصاعد وتيرة الاقتتال بين فريق “جبهة النصرة” من جهة و”داعش” من جهة أخرى.
بداية القصة
بدأت قصة الجزراوي مع الجماعات المتطرفة، تأثرا بابن عمه صالح بن إبراهيم العيد والمكنى بـ “أبو جندل الجزراوي” من المنطقة الوسطى، بحسب ما نشره بنفسه سابقا.
وخرج “أبو جندل” في 2003 إلى العراق ليلقى عليه القبض من قبل الجيش الأمريكي سنتين متنقلا بين “أبو غريب” و”بوكا” و”أم قصر”.
في 2005 قرر العودة إلى السعودية قبل أن يتم اعتقاله من قبل السلطات الأمنية السعودية بعد 4 أشهر وحُكم عليه بالسجن 3 سنوات و100 جلدة، عرف بالسجن بلقب “الكودري” حتى خرج عام 1429هـ قبل أن يتم اعتقاله مرة أخرى في عام 1431هـ.
الانضمام لـ “جبهة النصرة”
في عام 1431هـ كانت نقطة مفصلية في قرار العيد المكنى بـ”أبو صالح الجزراوي” الخروج إلى سوريا والالتحاق بصفوف المقاتلين هناك بعد أن ارتبط أكثر بابن عمه خلال اعتقالهما معا في السعودية عام 1431هـ، مقررا الالتحاق بصفوف “جبهة النصرة” في سوريا فور خروجه من السجن، وسريعا التحق به “أبو جندل الجزراوي” وبرفقته- أيضا- ابن عمتهما ابراهيم العريفي (قتل أيضا في سوريا).
بعد مقتل صالح العيد على يد “داعش” بدأ “ابن الجزيرة” صاحب الولاء “القاعدي” والهوى” الجهادي” حملته “الشرعية” والقتالية بدافع الانتقام من قتلة رفاقه ممن قضوا على يد عناصر “داعش”، فإلى جانب ابن عمه كان “خباب الخالدي” أو كما يعرف بـ”أبو إبراهيم الجزراوي” وهو “أحمد المحيميد” (40 عاما) من منطقة القصيم شمال السعودية.
عبد الله و”داعش”
لم يستنكر عبد الله عمليات “داعش” في السعودية وإنما اكتفى بمهاجمة من وصفهم بـ”الخوارج” في كيفية وأسلوب الهجمات مستهينا بفاعليتها مقابل ما لحق من اعتقالات عدة لعناصر التنظيمات من قبل الجهات الأمنية.
لينعى بعد ذلك من وصفه بشيخه ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة باليمن قائلا في إحدى تغريداته “مصيبة وأي مصيبة تقبلك يا شيخ ناصر”.
وأضاف “الأنسي، الغامدي، الربيش، فاروق، النظاري، البعداني، الدهب، الوحيشي.. الثأر الثأر حق اللهم انتقم ممن فجعنا بأوليائه”.
البيعة لـ “الظواهري”
وكان عبد الله العيد “أبو صالح الجزراوي” قد جدد في حسابه عبر تويتر مبايعته لـ”أيمن الظواهري” زعيم تنظيم القاعدة، قائلا: “شيخنا وأميرنا: أيمن أبشر فنحن جنودك على أبواب بيت المقدس… من الجولان نجدد لك العهد والبيعة”، مضيفا “شيخنا امض شامخا … وكما أقر الله عين أسامة بالثورات فأبشر بما يقر عينك”.
تجدر الإشارة الى أنه في مارس 2014 أدرجت لجنة سعودية حكومية شكلت بقرار ملكي مكونة من (وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة العدل، وديوان المظالم، وهيئة التحقيق والادعاء العام) “جبهة النصرة” ضمن قائمة الجماعات “الإرهابية” التي ضمت كلا من “داعش والنصرة وتنظيم الإخوان المسلمين وحزب الله السعودي والحوثيين، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق”.