سربل الأوروبيون مبادئهم الطُهر ! ,وبدأوا تبشير الشرق بها على إنها هي القيم (النبيلة).. وقد لا يجد الأوروبيون في أنفسهم حرجاً من تجاوز كل خطوط التابو من أجلِ فرضها على المجتمعات قسراً. فذاك النُبل (القاتم) قد جعل لأوروبا وجهين متناقضين لا يتشابهان البتة.
ففي الوقت الذي ينادي فيه الأوروبيون العالم العربي بالحرية نجدهم يحنقونها داخل حدودهم!! ما إذا أخذنا ما أسموه “بالربيع العربي” مثالاً ..حيث تناقضت مبادئهم وتعاطيهم مع احتجاجات “السُترات الصفراء” أبان تظاهراتها في كل من فرنسا وهولندا وبلجيكا والنمسا وصربيا وهنغاريا في أواخر عام 2018.
أيضاً. يضغط الأوروبيون على دول العالم العربي التي اكتوت بنيران الإرهاب وبمخرجات ترجمانه العقدي, الذي بنته أديولوجيا العنف الوصولي ودموية التوسع الإيراني . بأن تكون تلك الدول أكثر رحمة ورَأْفَة بصناع الموت ومنضيره بل وتطالبها بفك قيودهم وإخلاء سبيلهم والتعاطي السياسي السلس مع طهران !! .فكيف يستقيم ذلك وأوروبا ذاتها تضغط أيضا على وجوب محاربة وتجفيف منابع الإرهاب .
إيغالاً في التناقض والتضاد معاً.. وتحت مسمى ” حرية الرأي “تفتح أوروبا منابرها ومنصاتها الإعلامية على مصاريعها لدعاة الموت الذين مافتأوا يروجون لشبق الدم وثقافة المفخخات. دون أن تكترث تلك القارة بتلك الإزدواجية. فبأي قناع يخاطب الإتحاد الأوروبي العالم.
من جهة أخرى. يصنف العالم (إيران) بأنها الراعي الأول للإرهاب. إلا أن أوروبا هي من تلتفت اليوم على العقوبات المفروضة على طهران. بل وتعمل على إبقاء الإتفاق النووي الإيراني كائناً حياً يتنفس الهواء. لهثاً وراء مصالحها. دون أن تبالي بجرائم الإيرانيين ودمويتهم في خارطة الشرق الأوسط التي أحتلوا منها أربع دول وقتلوا وشردوا فيها الملايين .
الأغرب. إدراج المفوضية الأوروبية المملكة العربية السعودية في قائمتهم السوداء لغسيل الأموال وتمويل الإرهاب. وفي ذات الأن تتعامى حد الفُقِئَ عن معشوقتها “إيران” التي مازالت مصانعها تنتج المشانق, وكعب ملاليها يعلو في غسل الأموال وترويج المخدرات.
التلون السياسي المريب لدول الإتحاد الأوروبي لربما قد أخذ نصيبه في أجندة أعمال القمة العربية الأوروبية. التي عُقدت مؤخراً في شرم الشيخ .وذاك ما ترومه الشعوب. كون الصمت تجاه المحاباة الأوروبية لطهران ومنظماتها الإرهابية قد متن الغول الإيراني وعضّل ذراعيه.